هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى للتعريف بكتابات الشاعرة والباحثة المقدسية إيمان مصاروة وللمشاركة الفاعلة في الساحة الثقافية العربية بكل ما هو جديد في مجالات الأدب والبحوث العلمية .
د. أنور غني الموسوي مع سيدجميل الغالبي وعدنان اللامي السردية التعبيرية ؛ ( حينما يحلق الفينيق بقيثارة سومرية ) نموذجا
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 184 تاريخ التسجيل : 14/02/2015
موضوع: د. أنور غني الموسوي مع سيدجميل الغالبي وعدنان اللامي السردية التعبيرية ؛ ( حينما يحلق الفينيق بقيثارة سومرية ) نموذجا السبت مايو 16, 2015 8:18 pm
د. أنور غني الموسوي مع سيدجميل الغالبي وعدنان اللامي السردية التعبيرية ؛ ( حينما يحلق الفينيق بقيثارة سومرية ) نموذجا د أنور غني الموسوي لقد تولد في الأونة الأخيرة شعور قوي بحضور السرد في العمل الشعري عموما ، سواء في الأوساط الغربية او العربية ، اذ يقول بيتر هون في مقال ( السرد في الشعر و الدراما Narration in potry and drama , Peter Huhn 2013 ) ( ان الشعر الغنائي ( و ليس بالضرورة القصصي ) يمثل بجوهره سيل من المعاناة النفسية و الوجدانية التي عاناها متكلم واحد و أفصح بها من مكانه الى ان يقول و يمكن تلمس تقنيات السرد في الشعر الغنائي ). و يقول شجاع العاني (اذا كان السرد الفني هو مجرد احتمال فان القصيدة الغنائية على مستوى الصيغة جنس غير نقي و كما ان وجود رواية او قصة قصيرة بلا حوار هو استثناء كذلك فان خلو قصيدة غنائية من السرد هو استثناء ايضا.) . كما ان تربع قصيدة النثر الامريكية المعاصرة وهيمنتها على الشكل النموذجي لقصيدة النثر الحديثة بما لها من سردية اثار مفاهيم و تصورات جديدة ومهمة ، يقول عبد القادر الجنابي (ليست مبالغة القول إن بروز قصيدة النثر في مقدمة الشعر الأميركي اليوم، دفع عدة فرنسيين إلى إعادة النظر في مفهوم قصيدة النثر الفرنسية حد أن ثلاثة كتب نقدية جامعية صدرت خلال السنوات الأخيرة في تحاليل نقدية جديدة تتعارض وطروحات سوزان برنار، إذ كتابها، الغارق بدراسات إيقاعية حد تشويه حقيقة قصيدة النثر ) . و لقد بدأ يشيع و يؤصل مصطلح السرد الشعري ، و فكرة عدم وجود سرد نقي و غنائية نقية و البحث عن اصول تمتد الى قديم الازمان و التجارب في هذا الاطار ، وهو حق و جوهري ، الا انه من غير الممكن تصور كون السرد في قصيدة النثر هو سرد حكائي لان ذلك من خصائص النثر و القصة ، و سيحيل المقطوعة الى نثر وان كان شعريا او ستصبح قصيدة سردية ، و انما السردية المقومة لقصيدة النثر هي السردية التعبيرية ، حيث يكون السرد لا بقصد الحكاية وانما بقصد نقل الاحساس و الرؤية العميقة ، اي حضور تقنيات السرد و توظيفه كمعادل موضوعي ، الذي اشار اليه ت س اليوت في الشعر حيث يقول (الشعر الحقيقي لا يخلو من العاطفة، لكنه يحولها إلى تجربة فنية جمالية تصل إلى الآخرين ) و بهذا الصدد يقول جميل الغالبي (يمكن القول ان نظرية المعادل الموضوعي في الشعر التي اسسها الشاعر الانكليزي ت س اليوت من اهم النظريات التي احدثت جدلا في الادب وخصوصا الشعر والتي تعتبر ذخيرة مهمة للشعراء فيما بعد ، حيث تاثر فيها الكثير من الشعراء وخصوصا الشاعر بدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور، وملخص تلك النظرية او المفهوم هي استخدام مجموعة من الرموز او الحركات التي تعبر عن فكرة او موضوع وهي تعتبر وسائل ايضاح او مؤنة لخيال الشاعر ) . في مجموعة (( حينما يحلق الفينيق بقيثارة سومرية ) الشعرية المشتركة بين الشاعر العراقي عدنان اللامي و الشاعرة اللبنانية فاطمة منصور ،الصادرة عن دار الأمل السورية 2015 ، نجد السردية التعبيرية حاضرة في نماذج فذة من قصيدة النثر مع شيء من التصويرية و التشطير الموروث عربيا . فاضافة الى السردية الجلية في عنوان المجموعة من الحدثية و الوصفية و الشخوصية في عبارة (حينما يحلق الفينيق بقيثارة سومرية ) فان هذه السردية بائحاءاتها و تعبيريتها مبثوثة في نصوص المجموعة . في قصيدة ( أسماء على جدران مثقوبة ) يقول عدنان اللامي : (كان بوسع نصف وجهي ان يفترس جدران جاحدة لكن ثقوب أصابعي اقل أستغراقا" من أرتجاف الشظايا في (حادث مؤسف) والريح العالقة في شحة البسملة تمتمت بقرابين صغار كنت كمن يرخص خيط قصير في قطرة ماء وماقلمته رئتي كان حوقلة صمت حرض رائحة الصدأ في ضجيج( عرضي) قال الشاهد الان انزوى من سقط على حافة الهروب ولا يزال كف الزوايا (مجهول الهوية) قلت ونفسي ليتني أقبع في التكرار لأعيد هدر الرأس لهشاشة الجسد ولا ألزم أحدا" من كان وجهه عائم في حقول الاسماء التصاوير تتقرفص في دمي واللحظة تتنافذ في عروق الأسئلة الخطوة تصوغ موت لا يطرف والنبض المعصوب على فم الجمر يحتطب سرابيل من صدى يغزل انحدار اليقظة على فواصل القلق الزمن مشيمة قصوى كفن طلاسم عفته وتكدس مثلي بمجاهيل حدود الخرائط ) نلاحظ حضور الفعل السردي وهو ضرورة لا مناص منها لاجل خلق قصيدة نثر نموذجية ، و الا بقي الشعر في تصويريته ، وكان الشعر قصيدة حرة من الشعر المنثور وهو ما نسميه الشعر التصويري في قبال شعر النثر ، كما انه قد يعاني من الجفاف و التفكك ايحانا . نجد السرد حاضرا في النص بصور مختلفة ، منها العنوان فانه رغم ايحائيته فانه يشتمل على شخوصية و يثير تصورات حدثية باسماء كائنة على جدران قد حدث فيها ثقوب بفعل فاعل ذاتي ام خارجي ، فهنا توظيف سردي مكثف ، و عبارة موحية بالسرد التعبيري الايحائي . من مظاهر السرد الاخرى هو القاموس اللفظي بحضور الفاظ الحكاية و السرد مثل ( كان بوسع ، في (حادث مؤسف) ، كنت كمن يرخص ، في ضجيج( عرضي) ، قال الشاهد ، قلت ونفسي ) و ايضا نجد صوتا واضحا للزمن في النص بحضور صيغه و هيمنته على النص فالماضي ((كان بوسع نصف وجهي .... في (حادث مؤسف) ...تمتمت بقرابين صغار ....كنت كمن يرخص خيط قصير ....كان حوقلة صمت ....) ثم ينتقل الى الحاضر بصيغ مضارعة ( الان انزوى ..ولا يزال كف الزوايا ...) ثم المستقبل ( ليتني أقبع في التكرار ..لأعيد هدر الرأس لهشاشة الجسد ) و ايضا نجد الحوار ، بخطاب عام بوحي الى المتلقي المطلق بسرد تبتدىء به القصيدة من (كان بوسع نصف وجهي ) و تنتهي به ، و ايضا بحوار داخلي حكائي في ( قال الشاهد ) و ( قلت و نفسي ) وهو تجل للحوار مع النفس . و نجد تعاملا مع ماديات كشخوص فضلا عن امور معنوية فهنا (جدران جاحدة ، ثقوب أصابع، والريح العالقة ، بقرابين صغار ) فان النعتية و التفصيلية كما انهاتعطي تفصيلات شخوصية و تأريخا نصيا لتلك المسميات ، فانها ايضا تحقق وصفية و حدثية حكائية بينة ، تتجلى فيها السردية . و هذه المظاهر السردية نجدها ايضا حاضرة في قصيدة ( نشيج العنكبوت ) للشاعرة فاطمة منصور حيث تقول : ( استفاقت السطور القديمة على مهابة مجلس الشياطين وانتظرت ما يهوي بها من رفوف العناكب المسالك الهشة في التقاويم تدب رذاذ القلوب المحنطة الظلمة تنساب الى مسامات الوقت اللسان تلعثم بالتراب اليابس على جدران سائبة ومازال الجسد يتلاقف الأحتراق صباي اكليل من ليل الذكرى راح يكلل الأكمة المقفلة بثمرات أكلتها اجنحة دمي في نقرس التخمة المعلبة تعامت الارض الصيادون يأسوا من صيد البوار والعمر تكوع بأذنيه ليلوح بنزيفه وهالك من عرج الى بزفير الشرفات ذات........... ني استحال ان يسمعه العراة لأني أضحيت من أرباب الريح تناهيت ان أبتلع الخوف وأمضي على وجه مغادر تزحزحت بجلاء صدور المؤانسة أفك الضفائر المربوطة بحبال واهنة أدركت ان الارض أهون من أن تقلبني وبغير نشيج أهمي أمري للريح أشعل سراجا" متلألئا" وأجر من ورائي أفواجا" من التلاوين عساي ان اعيد لساني لجوف الغبار وأنطق بثمرة ادم تتبع أثار مكر ألافراح المؤجلة أدمغها أدخلها في فحولة الكلام أبرئه من تهمة المزدجر اعيد البيوت لأهلها لعلي أوهن خوفي من التكرار ولكن قلوبهم تتشابه عليها ملامحي صنفهم أصحاب الشمال وبصدفة عرفت اني رذاذ مواويل مر على موتي الاف السنين ) فهنا اسلوب سردي تعبيري متميز اذ تقول : (استفاقت السطور القديمة على مهابة مجلس الشياطين وانتظرت ما يهوي بها من رفوف العناكب ) فالسرد ، بالحكي ، و الزمان و المكان ، و الوصف و الحدث ، كله حاضر هنا ، لكن ليس سردا بسيطا ، ليس سردا نقيا ، انما سرد تعبيري ائحائي ، برمزية قريبة و بوح شفيف ، و يمكن القول انه تطوير شعري للتحفيز الاستعاري الذي اشار اليه شارلز ماي . وايضا يحضر السرد بقاموس الفاظ حدثية و زمانية و مكانية في ( ( استفاقت السطور ، مجلس الشياطين ، وانتظرت ، رفوف ، المسالك ، مسامات الوقت ، جدران ، تناهيت ، وأمضي ، تزحزحت ، أفك الضفائر ، أشعل سراجا" متلألئا ) كما ان النعتية و الوصفية تخلق مدى حكائيا واسعا و تفصيلات شخوصية بصيغ جلية كما في ( السطور القديمة ، مجلس الشياطين ، رفوف العناكب ، المسالك الهشة في التقاويم ، القلوب المحنطة ، الأكمة المقفلة، التخمة المعلبة ، الضفائر المربوطة ) . هذه السردية بتقنيات السرد ، الا انه ليست سردا بسيطا حكائيا ، انما هو سرد تعبيري يفجر طاقات اللغة ، و يخلق الفضاء العريض الذي تتجلى فيه اعماق الاحاسيس و المشاعر و الفكر التعبيرية ، التي اراد الشاعر لها ان تصل الى المتلقي . اضافة الى خلقه التحفيز و الشد الذي يحضر القارئ الى النص بادب ممتع عالي الفنية ، و هذا الشكل من التعبير الادبي المهم نجده حاضرا في نصوص المجموعة الشعرية ( حينما يحلق الفينيق بقيثارة سومرية )
د. أنور غني الموسوي مع سيدجميل الغالبي وعدنان اللامي السردية التعبيرية ؛ ( حينما يحلق الفينيق بقيثارة سومرية ) نموذجا