سلاف ..منتدى الشاعرة إيمان مصاروة .
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى للتعريف بكتابات الشاعرة والباحثة المقدسية إيمان مصاروة وللمشاركة الفاعلة في الساحة الثقافية العربية بكل ما هو جديد في مجالات الأدب والبحوث العلمية .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

منتدى الشاعرة الباحثة إيمان مصاروة يرحب بكم

>القدس في الأعمال النثرية الفلسطينية بعد أوسلو "
قريبااااا ان شاء الله

اللفظ في الخطاب النسائي الفلسطيني "منى ظاهر نموذجا " قريبااااا
رسميا :إيمان مصاروة ممثلة للمنتدى الأوربي العربي للإبداع والفنون في القدس

 

 اللغة المتقابلة في ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) لإيمان مصاروة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 184
تاريخ التسجيل : 14/02/2015

اللغة المتقابلة في ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) لإيمان مصاروة Empty
مُساهمةموضوع: اللغة المتقابلة في ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) لإيمان مصاروة   اللغة المتقابلة في ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) لإيمان مصاروة I_icon_minitimeالإثنين مارس 16, 2015 4:33 pm

'‏كلام من ذهب ****
اللغة المتقابلة في ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) لإيمان مصاروة 11075143_814314221980968_3260470724333877323_n
اللغة المتقابلة في ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) لإيمان مصاروة د أنور غني الموسوي ( أن القهوةَ عشقْ مثلي \ عسلٌ مرٌّ يسكبُ جمراً \ يوري للبدء عيوني ، يختتمُ الليلَ بفجرِ \ عابق ، كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ \بصمتٍ كي نكتب قصتنا شعرا ) إيمان مصارة من مظاهر سعة تجربة الأديب التنوّعُ في أشكال لغة الكتابة ، و تعدّد أطراف وعوالم العمق التي يشرق أدبه عليها ، و إيمان مصارة في مناسبات عدّة تُظهر سعة في التجربة الادبية بتنوّع فذّ في شكل الكتابة . فبينما يتجلّى أدب القضية و يتعالى صوت البوح و التركيز الموضوعي في قصائد نموذجية لها بلغة متسلسلة ، نجدها في قصيدة ( عبارات في مفارق شجن ) أظهرت تحرّرا من التسلسلية فكُتِب النصّ بلغة متحرّرة من أحد طرفي منطقية الكتابة ، وهذا أحد أشكال اللغة الحرّة و لقد أسميناه في أبحاثنا اللغة المعلّقة ، و قد مثلنا لها بانّها كعناقيد العنب ، معلّقة بشجرتها و موضوعها العميق و فكرتها الأصل الذي يكون كجدارية خلفية و سماء صافية تملؤها الألوان و النجوم ، كما تتناثر عناقيد العنب على شجرتها كالنجوم الملوّنة .و لقد كانت تلك الحرية المعلقة بأسلوب فذّ ورصين هو التقابل اللغوي ، بالجمع بين الاضداد اما نصيّا او جمليا ، هذا ولقد اطلعت على كتابات لإيمان مصارة سابقة تقترب من الهايكو بلغة متشظيّة ، محققة الشكل الثائر للغة الحرة و التي نسميها اللغة المتشظية التي تتحرّر من مطنقيّة اللغة نحو التجريد فتكون وحدة القصيدة بما صدرت عنه من أحاسيس و لحظات شعورية و فكرة عميقة و قضية متمثلة . لقد أجادت التفكيكية في القول بإشتمال النصّ على نصوص ، الا انّها أخفقت في قولها انّ ما يقوله النص خلاف ما يقوله المؤلف ، اذ قد بينما في مقالات سابقة انّ النص يشتمل على نصوص في عملية القراءة الا انّ تلك النصوص توافق ما يقوله المؤلف و تناغمه و تستند الى إرادته . و نحن هنا سنبين مظاهر الوحدة و التشظي التي اعتمدتها الشاعرة إيمان مصاروة في قصيدتها ( عبارات على مفارق شجن ) ، و أساليب تحرير اللغة و والإمساك بها ، لينتج لنا نص بلغة متوهجة عالية يشتمل على التقابل و التضاد اللغوي . قصيدة ( عبارات على مفارقِ شجنْ ) نموذج للغة الملعقّة ، لغة عناقيد العنب الذي تسبح فيها الصور كالكواكب الدرية المضيئة في فضاء رحب ، و كأنك امام نص من خمسة فصول ، بموضوعات مختلفة ، و بيانات متنوعة الا انّ أشعة عميقة و ظاهرة تشدّ أطراف النص و زواياه ، محققة وحدة القصيدة رغم الفصل الشكلي و المعنوي . الأشعة الكتابية التي تكفّلت بخلق عالم القصيدة و ترتيب مجالات البوح و الدلالة ، و فضاءات الفكر و المعنى ، تمظهرت بعناصر أسلوبية متعددة . في العنوان كلمة ( عبارات ) ، وهي دالة على التعدّد ، و لم تضف الى أسم لكي يتحقق الانتماء اليه فتعرف به ، و انّما اتكأت على حرف الجر و الظرفية ، في دلالة واضحة على انّ لدينا عالما من الكواكب يسبح في سماء واحدة ، و انّ لدينا عناقيد عنب كتابية معلقة بشجرة واحدة . و يزيد هذا الامر وضوحا السكون الذي أرادته الشاعر في كلمة عبارات في العنوان (عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) وهو يدل على التوقف و الانقطاع و الاستقلال ، اذن لدينا كتل كتابية مستقلة بموضوعات و معرفات خاصة بيها ، متشخصة بذاتها ، لا يجمعها موضوعي كتابي الا موضوعها العميق ، و غير متكئة على معرّف تُعرف به غير قضيتها و فكرتها الأساس و ما تبوح به . لكلّ نصّ سماء او خلفية (background ) تلك الخلفية تمثّل الجو الاحساسي العام ، و المسحة الشعورية المخيّمة على النص ، و هذا التشكّل الفضائي الخلفي هو أحد عناصر الوحدة و الانسجام في النص ، و سماء النصّ و جوّه العام و خلفيته الاحساسية تتكون بمجموعة من العناصر الاسلوبية اهمّها قاموس المفردات و التراكيب . و في قصيدة ( عبارات على مفارق شجن ) تحضر مجالات معينة بذاتها في النص تنبث في فصوله خالقة التناغم و الانسجام الهامس و الخفي ، وهنا تبرز مقدرة الشاعرة على رؤية ما خلف اللغة حينما تبوح و تكتب . مفردات النص تتوزع في مجالات معنوية ، فالقاموس العام للمفردات يخيم عليا الحزن و الوجع و اللوعة ( مفارق ، شجن ، محاورة ، افترقنا ، عابسٌ ، قتل الصباحَ، ايقظَ دمعنا ، ألمي \ مراراً ، الوجعِ ، الملتاعُ ) ، و ايضا قبال ذلك مفردات الامل و التطلع (نحيا ، عاشقينِ ، لحناً ، صباحيَّ ،الشذا، شفاهِ ، الورد ، ايقظَ ، سقى ، الندى ، وحياً ، يروي ، العبور ، الحب) انّ هذا الفضاء الجامع بين مجالات متضادة و مع ميل للمجال الاول من الشجن و الأسى ، يحقّق نموذجا للغة متقابلة متضادة خلاقة ،و نجد ذلك التقابل لا يقتصر على الحضور القاموسي بل في التركيب الآني وهو اقصى اشكال التضاد التعبيري ( ( ولم نزل في \ البعد نحيا عاشقينِ ) ( قتل الصباحَ على شفاهِ \الورد أيقظَ دمعنا وسقى الندى وحياً ) ( ألمي كالقهوةِ حينْ أزدادَ مراراً \ آثرْ أن يكتبَ قافيةً فيها العشقُ ) حتى تصل الشاعرة الى ذرة البوح و الكشف عن اسرار الكتابة هنا: ( أن القهوةَ عشقْ مثلي \ عسلٌ مرٌّ يسكبُ جمراً \ يوري للبدء عيوني ، يختتمُ الليلَ بفجرِ \ عابق كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ \ بصمتٍ كي نكتب قصتنا شعرا ) لو لاحظنا العبارات الاخيرة نجدها تجمع بين المتضادات بشكل ظاهر و مذهل ، و تأسّس للأمل و بزوغ الفجر بعد الليل و العسل بعد المرارة و القصيدة بعد الألم ) انّها قصيدة الاستذكار و الامنيات انها قصيدة الرغبة و الرؤية . القصيدة فيها بوح عالي وخطاب و رسالة و كل ذلك يتخفى خلف رمزية رقيقة ومجاز و اشارات هامسة تتميز بها اللغة الجميلة لأيمان مصارة ، بل كان لذلك المجاز و الاستتار حضور ظاهري هنا (ولم يزل يروي العبور \مرتْ بذاتِ الحب \واستترت بنا \قل للمجــــاز ) اما التراكيب فيخيّم عليه الاستذكار و التساؤل والمحاورة بين المتكلم و المخاطب و ثالث ، نتتبعها في النص و سنشير للاختصار الى كل فصل برقم . من صيغ الاستذكار: ( (1) كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ ، كنا نحب ، (2) هي ذي تعيدُ \عبارتي لحناً صباحيَّ \الشذا كانت هنا )، (3) الم تقل يوم افترقنا (4 ) ياسمرةً رُسِمتْ على طرف اللمى ، على فراقٍ كنتهُ \ذاتَ القتيل (5) ألمي كالقهوةِ حينْ أزدادَ مراراً ، وفيها مانسيَّ الملتاعُ \ ومالم ينسَ أن القهوةَ عشقْ مثلي ، كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ ) و من صيع السؤال ( (2) من قالَ أن الشمس لا تغفو بعقر الكونِ ؟ ،(3) الم تقل يوم افترقنا ان ليلكَ \عابسٌ . وهو مع الجوابات و المخاطبة تتحقق المحاورة بل ان النص يصرح بالمحاورة حيث تقول الشاعرة (كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ إستقاما في \محاورةِ السنينِ ولم نزل في\ البعد نحيا عاشقينِ ) و من مجال الزمن تحضر مفردات الزمن الماضي تنبث في جميع الفصول : ( (1) كنا نحبُ ، (2) هي ذي تعيدُ \عبارتي لحناً صباحيَّ \الشذا كانت هنا ، (3) الم تقل يوم افترقنا ، (4) ياسمرةً رُسِمتْ على طرف اللمى ،(4) على فراقٍ كنتهُ \ذاتَ القتيل ، (5) كانت مثلي تعشقُ مرَّا ، (5) ألمي كالقهوةِ حينْ أزدادَ مراراً ) و في قبال هذا النداء الماضوي و الاستذكار يحضر الادراك بالحاضر و الاستمرار: ( (1) ولم نزل في \ البعد نحيا عاشقينِ ، (2) هي ذي تعيدُ \عبارتي ، (3) ولم يزل يروي العبور ، (4) لكي تكون ، (5) يوري للبدء عيوني يختتمُ الليلَ بفجرِ ) و لم يكن الحضور لعناصر الزمن هو التقابل الوحيد لهما بل نجد تقنية عالية و واضحة للشاعر و يبدو انها مقصودة في ان يكون التقابل آنيا و في تريكب واحد ، في لغة متطورة فعلا نموذجية في قصيدة النثر : ( 1) ( ولم نزل في \ البعد نحيا عاشقينِ \ كنا نحب ) (2) (هي ذي تعيدُ \ عبارتي لحناً صباحيَّ \الشذا كانت هنا ) (3) (ولم يزل يروي العبور \ مرتْ بذاتِ الحب \ واستترت بنا ) (4) (ناح اليمام وناح ايكُ العمر \ فيَّ على فراقٍ كنتهُ \ ذاتَ القتيل \لكي تكون ....) (5) (وفيها مانسيَّ الملتاعُ \ ومالم ينسَ ) (كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ \بصمتٍ كي نكتب قصتنا شعرا ) و من الثنائيات التي كانت في القصيدة و انبثت بين فصولها مشكلة سماء النص و خلفتيه التقابل في اشكال الطلب بين الاستفهام و الامر . (2) (من قالَ أن الشمس لا تغفو بعقر الكونِ ؟ \ أخطأ قولنا هي ذي تعيدُ ) (3) (قل للمجـــاز الم تقل يوم افترقنا ان ليلكَ \ عابسٌ ) وايضا من العناصر الاسلوبية المكونة لسماء النص و جوّه العام ظاهرتنا شكليتان ، الاولى هو تأجيل المتعلق من المجرور بحرق الجر او المضاف اليه الى السطر الثاني ،و الثانية التكرار ، وانتشار ذلك بين النصوص خلق جوا عاما للنص متناغما . فمن صور التأجيل الاسنادي النحوي: - (1) كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ إستقاما في محاورةِ السنينِ ولم نزل في البعد - (3) قل للمجـــاز الم تقل يوم افترقنا ان ليلكَ عابسٌ قتل الصباحَ على شفاهِ الورد ايقظَ دمعنا وسقى الندى وحياً - (4) ناح اليمام وناح ايكُ العمر فيَّ على فراقٍ كنتهُ ذاتَ القتيل - (5) يوري للبدء عيوني يختتمُ الليلَ بفجرِ عابق كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ من المعلوم انّ هكذا تأجيل ليس خاصا بهذا النص ، لكن التأكيد عليه و تكراره و انبثاثه في فصول النص حقق التوظيف الفني و العنصر الاسلوبي المسخّر أاجل الغرض و خلق وحدة نصية . و اما ظاهرت التكرار لبعض المقاطع فمن الواضح اضافة الى البوح فيها ، فانها توظيف شعوري للمؤلف ، و انبثاثها في فصول النص حققت عناصريتها لجو النص و وحدته : ( 1) كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ .....كنا نحب ) (2) (قل للمجـــاز الم تقل يوم افترقنا ...... قل للمجــــاز ) لقد كان نصّ ( عبارات على مفارق شجن ) مناسبة بديعة ونموذجا حقيقيا للغة المتقابلة الحرة ، مشتملا على اشتغالات و توظيفات تدلّ و بكل وضوح على مقدرة شعرية للشاعرة القديرة إيمان مصاروة . النص ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) إيمان مصاروة كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ إستقاما في محاورةِ السنينِ ولم نزل في البعد نحيا عاشقينِ كنا نحب ........ من قالَ أن الشمس لا تغفو بعقر الكونِ أخطأ قولنا هي ذي تعيدُ عبارتي لحناً صباحيَّ الشذا كانت هنا .......... قل للمجـــاز الم تقل يوم افترقنا ان ليلكَ عابسٌ قتل الصباحَ على شفاهِ الورد ايقظَ دمعنا وسقى الندى وحياً يؤكد في البعيد وفي القريب ولم يزل يروي العبور مرتْ بذاتِ الحب واستترت بنا قل للمجــــاز .............. ياسمرةً رُسِمتْ على طرف اللمى من علم الليلَ الغريب وعلمَ الدمع السكيب ورتل اللحنَ المدثر في القلوب لمثلها ناح اليمام وناح ايكُ العمر فيَّ على فراقٍ كنتهُ ذاتَ القتيل لكي تكون ........ ........................ ألمي كالقهوةِ حينْ أزدادَ مراراً آثرْ أن يكتبَ قافيةً فيها العشقُ رويَّ الوجعِ وفيها مانسيَّ الملتاعُ ومالم ينسى أن القهوةَ عشقْ مثلي عسلٌ مرٌّ يسكبُ جمراً يوري للبدء عيوني يختتمُ الليلَ بفجرِ عابق كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ بصمتٍ كي نكتب قصتنا شعرا‏'
يعقوب احمد يعقوب‏كلام من ذهب

كلام من ذهب
****
اللغة المتقابلة
في ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) لإيمان مصاروة
د أنور غني الموسوي
( أن القهوةَ عشقْ مثلي \ عسلٌ مرٌّ يسكبُ جمراً \ يوري للبدء عيوني ، يختتمُ الليلَ بفجرِ \ عابق ، كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ \بصمتٍ كي نكتب قصتنا شعرا )
إيمان مصارة

من مظاهر سعة تجربة الأديب التنوّعُ في أشكال لغة الكتابة ، و تعدّد أطراف وعوالم العمق التي يشرق أدبه عليها ، و إيمان مصارة في مناسبات عدّة تُظهر سعة في التجربة الادبية بتنوّع فذّ في شكل الكتابة . فبينما يتجلّى أدب القضية و يتعالى صوت البوح و التركيز الموضوعي في قصائد نموذجية لها بلغة متسلسلة ، نجدها في قصيدة ( عبارات في مفارق شجن ) أظهرت تحرّرا من التسلسلية فكُتِب النصّ بلغة متحرّرة من أحد طرفي منطقية الكتابة ، وهذا أحد أشكال اللغة الحرّة و لقد أسميناه في أبحاثنا اللغة المعلّقة ، و قد مثلنا لها بانّها كعناقيد العنب ، معلّقة بشجرتها و موضوعها العميق و فكرتها الأصل الذي يكون كجدارية خلفية و سماء صافية تملؤها الألوان و النجوم ، كما تتناثر عناقيد العنب على شجرتها كالنجوم الملوّنة .و لقد كانت تلك الحرية المعلقة بأسلوب فذّ ورصين هو التقابل اللغوي ، بالجمع بين الاضداد اما نصيّا او جمليا ، هذا ولقد اطلعت على كتابات لإيمان مصارة سابقة تقترب من الهايكو بلغة متشظيّة ، محققة الشكل الثائر للغة الحرة و التي نسميها اللغة المتشظية التي تتحرّر من مطنقيّة اللغة نحو التجريد فتكون وحدة القصيدة بما صدرت عنه من أحاسيس و لحظات شعورية و فكرة عميقة و قضية متمثلة .
لقد أجادت التفكيكية في القول بإشتمال النصّ على نصوص ، الا انّها أخفقت في قولها انّ ما يقوله النص خلاف ما يقوله المؤلف ، اذ قد بينما في مقالات سابقة انّ النص يشتمل على نصوص في عملية القراءة الا انّ تلك النصوص توافق ما يقوله المؤلف و تناغمه و تستند الى إرادته . و نحن هنا سنبين مظاهر الوحدة و التشظي التي اعتمدتها الشاعرة إيمان مصاروة في قصيدتها ( عبارات على مفارق شجن ) ، و أساليب تحرير اللغة و والإمساك بها ، لينتج لنا نص بلغة متوهجة عالية يشتمل على التقابل و التضاد اللغوي .
قصيدة ( عبارات على مفارقِ شجنْ ) نموذج للغة الملعقّة ، لغة عناقيد العنب الذي تسبح فيها الصور كالكواكب الدرية المضيئة في فضاء رحب ، و كأنك امام نص من خمسة فصول ، بموضوعات مختلفة ، و بيانات متنوعة الا انّ أشعة عميقة و ظاهرة تشدّ أطراف النص و زواياه ، محققة وحدة القصيدة رغم الفصل الشكلي و المعنوي .
الأشعة الكتابية التي تكفّلت بخلق عالم القصيدة و ترتيب مجالات البوح و الدلالة ، و فضاءات الفكر و المعنى ، تمظهرت بعناصر أسلوبية متعددة .
في العنوان كلمة ( عبارات ) ، وهي دالة على التعدّد ، و لم تضف الى أسم لكي يتحقق الانتماء اليه فتعرف به ، و انّما اتكأت على حرف الجر و الظرفية ، في دلالة واضحة على انّ لدينا عالما من الكواكب يسبح في سماء واحدة ، و انّ لدينا عناقيد عنب كتابية معلقة بشجرة واحدة . و يزيد هذا الامر وضوحا السكون الذي أرادته الشاعر في كلمة عبارات في العنوان (عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) وهو يدل على التوقف و الانقطاع و الاستقلال ، اذن لدينا كتل كتابية مستقلة بموضوعات و معرفات خاصة بيها ، متشخصة بذاتها ، لا يجمعها موضوعي كتابي الا موضوعها العميق ، و غير متكئة على معرّف تُعرف به غير قضيتها و فكرتها الأساس و ما تبوح به .
لكلّ نصّ سماء او خلفية (background ) تلك الخلفية تمثّل الجو الاحساسي العام ، و المسحة الشعورية المخيّمة على النص ، و هذا التشكّل الفضائي الخلفي هو أحد عناصر الوحدة و الانسجام في النص ، و سماء النصّ و جوّه العام و خلفيته الاحساسية تتكون بمجموعة من العناصر الاسلوبية اهمّها قاموس المفردات و التراكيب . و في قصيدة ( عبارات على مفارق شجن ) تحضر مجالات معينة بذاتها في النص تنبث في فصوله خالقة التناغم و الانسجام الهامس و الخفي ، وهنا تبرز مقدرة الشاعرة على رؤية ما خلف اللغة حينما تبوح و تكتب .
مفردات النص تتوزع في مجالات معنوية ، فالقاموس العام للمفردات يخيم عليا الحزن و الوجع و اللوعة ( مفارق ، شجن ، محاورة ، افترقنا ، عابسٌ ، قتل الصباحَ، ايقظَ دمعنا ، ألمي \ مراراً ، الوجعِ ، الملتاعُ ) ، و ايضا قبال ذلك مفردات الامل و التطلع (نحيا ، عاشقينِ ، لحناً ، صباحيَّ ،الشذا، شفاهِ ، الورد ، ايقظَ ، سقى ، الندى ، وحياً ، يروي ، العبور ، الحب) انّ هذا الفضاء الجامع بين مجالات متضادة و مع ميل للمجال الاول من الشجن و الأسى ، يحقّق نموذجا للغة متقابلة متضادة خلاقة ،و نجد ذلك التقابل لا يقتصر على الحضور القاموسي بل في التركيب الآني وهو اقصى اشكال التضاد التعبيري (
( ولم نزل في \ البعد نحيا عاشقينِ )
( قتل الصباحَ على شفاهِ \الورد أيقظَ دمعنا وسقى الندى وحياً )
( ألمي كالقهوةِ حينْ أزدادَ مراراً \ آثرْ أن يكتبَ قافيةً فيها العشقُ )

حتى تصل الشاعرة الى ذرة البوح و الكشف عن اسرار الكتابة هنا:
( أن القهوةَ عشقْ مثلي \ عسلٌ مرٌّ يسكبُ جمراً \ يوري للبدء عيوني ، يختتمُ الليلَ بفجرِ \ عابق كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ \ بصمتٍ كي نكتب قصتنا شعرا )
لو لاحظنا العبارات الاخيرة نجدها تجمع بين المتضادات بشكل ظاهر و مذهل ، و تأسّس للأمل و بزوغ الفجر بعد الليل و العسل بعد المرارة و القصيدة بعد الألم ) انّها قصيدة الاستذكار و الامنيات انها قصيدة الرغبة و الرؤية .

القصيدة فيها بوح عالي وخطاب و رسالة و كل ذلك يتخفى خلف رمزية رقيقة ومجاز و اشارات هامسة تتميز بها اللغة الجميلة لأيمان مصارة ، بل كان لذلك المجاز و الاستتار حضور ظاهري هنا (ولم يزل يروي العبور \مرتْ بذاتِ الحب \واستترت بنا \قل للمجــــاز )

اما التراكيب فيخيّم عليه الاستذكار و التساؤل والمحاورة بين المتكلم و المخاطب و ثالث ، نتتبعها في النص و سنشير للاختصار الى كل فصل برقم .
من صيغ الاستذكار: ( (1) كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ ، كنا نحب ، (2) هي ذي تعيدُ \عبارتي لحناً صباحيَّ \الشذا كانت هنا )، (3) الم تقل يوم افترقنا (4 ) ياسمرةً رُسِمتْ على طرف اللمى ، على فراقٍ كنتهُ \ذاتَ القتيل (5) ألمي كالقهوةِ حينْ أزدادَ مراراً ، وفيها مانسيَّ الملتاعُ \ ومالم ينسَ أن القهوةَ عشقْ مثلي ، كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ )
و من صيع السؤال ( (2) من قالَ أن الشمس لا تغفو بعقر الكونِ ؟ ،(3) الم تقل يوم افترقنا ان ليلكَ \عابسٌ . وهو مع الجوابات و المخاطبة تتحقق المحاورة بل ان النص يصرح بالمحاورة حيث تقول الشاعرة (كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ إستقاما في \محاورةِ السنينِ ولم نزل في\ البعد نحيا عاشقينِ )

و من مجال الزمن تحضر مفردات الزمن الماضي تنبث في جميع الفصول :
( (1) كنا نحبُ ، (2) هي ذي تعيدُ \عبارتي لحناً صباحيَّ \الشذا كانت هنا ، (3) الم تقل يوم افترقنا ، (4) ياسمرةً رُسِمتْ على طرف اللمى ،(4) على فراقٍ كنتهُ \ذاتَ القتيل ، (5) كانت مثلي تعشقُ مرَّا ، (5) ألمي كالقهوةِ حينْ أزدادَ مراراً )
و في قبال هذا النداء الماضوي و الاستذكار يحضر الادراك بالحاضر و الاستمرار:
( (1) ولم نزل في \ البعد نحيا عاشقينِ ، (2) هي ذي تعيدُ \عبارتي ، (3) ولم يزل يروي العبور ، (4) لكي تكون ، (5) يوري للبدء عيوني يختتمُ الليلَ بفجرِ )
و لم يكن الحضور لعناصر الزمن هو التقابل الوحيد لهما بل نجد تقنية عالية و واضحة للشاعر و يبدو انها مقصودة في ان يكون التقابل آنيا و في تريكب واحد ، في لغة متطورة فعلا نموذجية في قصيدة النثر :
( 1) ( ولم نزل في \ البعد نحيا عاشقينِ \ كنا نحب )
(2) (هي ذي تعيدُ \ عبارتي لحناً صباحيَّ \الشذا كانت هنا )
(3) (ولم يزل يروي العبور \ مرتْ بذاتِ الحب \ واستترت بنا )
(4) (ناح اليمام وناح ايكُ العمر \ فيَّ على فراقٍ كنتهُ \ ذاتَ القتيل \لكي تكون ....)
(5) (وفيها مانسيَّ الملتاعُ \ ومالم ينسَ ) (كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ \بصمتٍ كي نكتب قصتنا شعرا )
و من الثنائيات التي كانت في القصيدة و انبثت بين فصولها مشكلة سماء النص و خلفتيه التقابل في اشكال الطلب بين الاستفهام و الامر .
(2) (من قالَ أن الشمس لا تغفو بعقر الكونِ ؟ \ أخطأ قولنا هي ذي تعيدُ )
(3) (قل للمجـــاز الم تقل يوم افترقنا ان ليلكَ \ عابسٌ )
وايضا من العناصر الاسلوبية المكونة لسماء النص و جوّه العام ظاهرتنا شكليتان ، الاولى هو تأجيل المتعلق من المجرور بحرق الجر او المضاف اليه الى السطر الثاني ،و الثانية التكرار ، وانتشار ذلك بين النصوص خلق جوا عاما للنص متناغما .
فمن صور التأجيل الاسنادي النحوي:
- (1) كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ إستقاما في
محاورةِ السنينِ ولم نزل في
البعد
- (3) قل للمجـــاز الم تقل يوم افترقنا ان ليلكَ
عابسٌ قتل الصباحَ على شفاهِ
الورد ايقظَ دمعنا وسقى الندى وحياً
- (4) ناح اليمام وناح ايكُ العمر
فيَّ على فراقٍ كنتهُ
ذاتَ القتيل
- (5) يوري للبدء عيوني يختتمُ الليلَ بفجرِ
عابق كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ

من المعلوم انّ هكذا تأجيل ليس خاصا بهذا النص ، لكن التأكيد عليه و تكراره و انبثاثه في فصول النص حقق التوظيف الفني و العنصر الاسلوبي المسخّر أاجل الغرض و خلق وحدة نصية .
و اما ظاهرت التكرار لبعض المقاطع فمن الواضح اضافة الى البوح فيها ، فانها توظيف شعوري للمؤلف ، و انبثاثها في فصول النص حققت عناصريتها لجو النص و وحدته :

( 1) كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ .....كنا نحب )
(2) (قل للمجـــاز الم تقل يوم افترقنا ...... قل للمجــــاز )
لقد كان نصّ ( عبارات على مفارق شجن ) مناسبة بديعة ونموذجا حقيقيا للغة المتقابلة الحرة ، مشتملا على اشتغالات و توظيفات تدلّ و بكل وضوح على مقدرة شعرية للشاعرة القديرة إيمان مصاروة .

النص
( عباراتْ على مفارقِ شجنْ )
إيمان مصاروة

كنا نحبُ كأيِّ طفلينْ إستقاما في
محاورةِ السنينِ ولم نزل في
البعد نحيا عاشقينِ
كنا نحب

........

من قالَ أن الشمس لا تغفو بعقر الكونِ
أخطأ قولنا هي ذي تعيدُ
عبارتي لحناً صباحيَّ
الشذا كانت هنا

..........

قل للمجـــاز الم تقل يوم افترقنا ان ليلكَ
عابسٌ قتل الصباحَ على شفاهِ
الورد ايقظَ دمعنا وسقى الندى وحياً
يؤكد في البعيد وفي القريب
ولم يزل يروي العبور
مرتْ بذاتِ الحب
واستترت بنا
قل للمجــــاز

..............

ياسمرةً رُسِمتْ على طرف اللمى
من علم الليلَ الغريب وعلمَ الدمع السكيب
ورتل اللحنَ المدثر في القلوب لمثلها
ناح اليمام وناح ايكُ العمر
فيَّ على فراقٍ كنتهُ
ذاتَ القتيل
لكي تكون ........
........................

ألمي كالقهوةِ حينْ أزدادَ مراراً
آثرْ أن يكتبَ قافيةً فيها العشقُ
رويَّ الوجعِ وفيها مانسيَّ الملتاعُ
ومالم ينسى أن القهوةَ عشقْ مثلي
عسلٌ مرٌّ يسكبُ جمراً
يوري للبدء عيوني يختتمُ الليلَ بفجرِ
عابق كانت مثلي تعشقُ مرَّا يلثمُ وجهَ الحزنْ
بصمتٍ كي نكتب قصتنا شعرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://solafemanmsarweh.yoo7.com
 
اللغة المتقابلة في ( عباراتْ على مفارقِ شجنْ ) لإيمان مصاروة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشاعرة إيمان مصاروة وديوان سلاف خزعات للفهم (ج 3) .
» نبذة عن إيمان مصاروة / إعداد محمد رزق
» توقيع ديوان سلاف للشاعرة إيمان مصاروة
» الشاعرة إيمان مصاروة تشارك في مهرجان كفر قدوم
» الشاعرة إيمان مصاروة في مهرجان شعري في قُصرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سلاف ..منتدى الشاعرة إيمان مصاروة . :: الفئة الأولى :: إيمان مصارة / سيرة إبداع وعطاء متجدد :: إصدارات الشاعرة :: دراسات عن الشاعرة-
انتقل الى: