سلاف ..منتدى الشاعرة إيمان مصاروة .
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى للتعريف بكتابات الشاعرة والباحثة المقدسية إيمان مصاروة وللمشاركة الفاعلة في الساحة الثقافية العربية بكل ما هو جديد في مجالات الأدب والبحوث العلمية .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

منتدى الشاعرة الباحثة إيمان مصاروة يرحب بكم

>القدس في الأعمال النثرية الفلسطينية بعد أوسلو "
قريبااااا ان شاء الله

اللفظ في الخطاب النسائي الفلسطيني "منى ظاهر نموذجا " قريبااااا
رسميا :إيمان مصاروة ممثلة للمنتدى الأوربي العربي للإبداع والفنون في القدس

 

 االانفلات من قبضة الاغتراب دراسة نقدية في الشعر العربي الحديث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 184
تاريخ التسجيل : 14/02/2015

االانفلات من قبضة الاغتراب دراسة نقدية في الشعر العربي الحديث Empty
مُساهمةموضوع: االانفلات من قبضة الاغتراب دراسة نقدية في الشعر العربي الحديث   االانفلات من قبضة الاغتراب دراسة نقدية في الشعر العربي الحديث I_icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2015 9:24 pm

الانفلات من قبضة الاغتراب
دراسة نقدية في الشعر العربي الحديث
مجموعة من الشعراء العرب مثالاً
أ.د.صباح عباس عنوز
إن فهم النص هو الذي يحدده الأسلوب المنتظم وان مفتاح فهمه هو استقراء بنيتهِ عبر مكوناتها لأن البنية تمتلك قيماً فنية كثيرة : قيم المعنى وقيم الموسيقى التي تتآلف معها , لتكوين دلالةٍ عامة أو خاصةٍ , لأن للبنية علاقة, بتوجه الدلالي المقصود, وهي مدعاة لإظهار صفات صوتية يقصدها الكاتب وعياً أو لا وعياً ,ويستغلها في إنتاج الدلالة العامة للنص لأن قدر المعنى يتعلق بقدر اللفظ فلكل واحد أهميه في جمال النص وتصويره أو ما تتوطنه - النص- من إشارات واضحةٍ تنبئ عن اهتمام المتكلم , إذ إن كل شيء يخرجه المتكلم على لسانه له صلة بما يعتمل في نفسه , فما يخرجه إلاّ ليظهر شكل إحساسه وتصوراته , فإرهاصات الشاعر تفضحها عيون الكلمات , لأن الأخيرة علامات يقدمها المنشيء برسائل مهمة إلى المتلقي يستطيع من خلالها فك شفرتها , وتحليل معانيها , ومعرفه مغزاها , فهي طريق يدلي الباحثين عن حقيقة النص, ولهذا فإن للشعراء لغتهم , وكل لغة شعر هي حصيلة انفعالات نفسية ,يظهرها مضمون ما يجيش في أعماق الكاتب, ومن هنا فأن الكلام هو رسالة إبلاغية, فكيف إذا كان الشاعر يؤكد أهميتها و وضيفتها في نصهِ , فالكلمة تتحرك في بنية السياق حركة حية تمنح السياق تموجات دلالية , فإذا أراد الشاعر أن يوسع حيوية النص جعل تلك الحركة انبثاقاً وجدانياً قائماً على العدول , فأن ركدت حركة الكلمة سكنت في النص انكمش مجال حركتها فجمد المعنى وبات ميتاً بين يدي القارئ اي ينكمش مجال تعدد المعنى , فاللغة الشعرية منظومة كلامية قائمةٌ على قدرة الشاعر في انتقاء الكلمات ومعرفة تضمينها في السياق بإكسابها أو منحها حركة حيه تُمسكُ ذهن المتلقي وتأخذ به إلى وجودٍ ذهني , هو ابن الوجود الحقيقي , لكنه وجود تكلله الصورة الشعرية والدلالات المثيرة التي تتغلغل إلى الوجدان, وكلما هيمن الشاعر على عمليه اختيار النص كلما هيمن على أسلوبه , فالتكوين الأسلوبي يعد أحد الأركان الثلاثة في العملية الإبداعية, مثله كمثل التكوينين الفكري التواصلي , والشاعر الكبير هو الذي يستطيع تحقيق هذه الأركان الثلاثة بقدرة إبداعية تجمع مستويات النص التركيبي الذي يقوم على الصواغات الأسلوبية بعلائقها المختلفة , وبين المستوى المكون التوليدي الذي يهتم بالمعنى المترشح من عملية الرصف الفني المقصود للسياق , فهو نتاج ثانٍ للتكوين الشكلي يقدم لنا المعنى الذي يسعى إليه المبدع لغايات مقصودة , فالشكل والمضمون لم يكونا محض كتابة أو تصورات اعتباطية , وإنما هما يرتبطان بجذور العملية الإبداعية أصلاً, ويتواصلان مع الحالة النفسية للمبدع .
قادني هذا الأمر وأنا أستطلع قصائد شعراء عرب كبار كلفني بيت النقد العربي بالكتابة عنهم , فوجت ثمت مكونات أسلوبية ودلالات معنوية تربطهم جميعاً , وربما افترق بعضٌ منهم عن الآخر, لكنه يتفق معهم في الدلالات الإيحائية لما سأدرسهُ من ملاحظ نقدية ,إذ وجدت الفعل الإبداعي يقوم على الوحدات الثلاث ,(وحدة الصراع , وحدة التلوين الشعوري , الوحدة الحيوية ),
يتفق هؤلاء في وحدة الصراع ولكل منهم له موقفه من الواقع المعيش , وقد اتفقوا على الرغم من اختلاف الزمان والمكان على موقف واحد هو رفض الواقع , لأن وحدة الصراع تمثل موقف الشاعر من الوجود , بسبب ما يوحز الذات فيجعلها تنتج كلاماً أو فعلاً يُعد رد فعل على ما تلقّاه الشاعر من الواقع الخارجي. 
فهذا الدكتور محمد الأسطل قد رفض واقعه جملة وتفصيلاً إذ يقول: ( لا أعرف كيف ستنام وأنت مقطوع الرأس / نم يا حبيب القدس إلى جوار ربك السلام / الليلة ليله فلسطين / سينزل عيسى / على اليرموك / عيسى نبي الله سينزل ومعه مائدة من السماء)
واضح أن الشاعر رفض واقعاً مؤلماً أباحت علامات النص بكنههِ , ذلك الواقع الذي قضى الشهيد فيه نحبه في حي اليرموك , فكان الأخير رمزاً دلالياً أفاض بدلالاته التداولية , إذ ارتبط بذهن المتلقي.
وقد بدأ الشاعر أسلوبه ب(لا) النافية وكان متحيراً , لا يعرف كيف ينام صاحبه إنهما الألم والحسرة اللتان تفوحان دلالة من النص, ثم أن الدلالات الإيحائية الناتجة كانت تعلن ما يستهجنه الشاعر من واقع مزرٍ فتحدث عن شهيد مقطوع الرأس كناية عن اللاانسانية التي يستعملها المحتل , لأن الشعر في حقيقة الأمر ما هو إلا انبثاق وجداني . .. وقد اشتغلت الكناية بأقصى طاقاتها في النص , فبينت حال الشاعر وهو يستهجن ذبح الشهيد , حين يقول ( لا تحزن ولا تبك كثيراً اشرب من وردك الأحمر) , وقد اشغل اللون بساحة دلالية كبيرة في النص, إذ وردت كلمة اللون الأحمر فدلت على الحمرة فضلاً عن ما بينّه موقف الشاعر الرافض للوجود عبر بقولهِ: ( أعرف انك العطشان سينزل عليك المطر والدم الغفران), فأي موقف أكثر من هذا رفضاً للواقع , وحين يقول الشاعر شلال عنوز ( كان ممددا يعد صمته / يشير بسبابته المتخشبة / نحو أفق مهجور / فتشربه الأسئلة ... كلما طرق باب الذكرى أتاه عويل الحروف) لا شك في أن عنوان القصيدة يعد علامة تضيء مساحة الفكر, لأن العلامة تأخذ بالمتلقي إلى أطواء المعنى من خلال حركتها التموجية الدلالية في السياق , فثمة علاقة بين لغة الشاعر وبين موقفه من الوجود لأن اللغة نتاج وجداني ترسمه حروف اللغة والرموز التي يتعاطى معها الشاعر من خلال بيئته , وقد وجدنا الكناية التي كانت أداءً بيانياً اعتمده الشاعر الدكتور الاسطل لإيصال رسالته وموقفه من الوجود, قد تكررت عند الشاعر شلال عنوز .. فدلت عبارات (أفق مهجور , سبابته المتخشبة , عويل الحروب صدى التغرب , الاضطجاع على الخشبة ... اللعينة ) على موقف من الوجود رفضه الشاعر واستعان بالصور الذهنية مثل (باب الذكرى , جدران النهاية , نافذة خرساء ), وقد استمدت تلك الصور دلالاتها من خلط المحسوس بالمعقول , قصداً في توضيح غاية الشاعر, ثم ان المتتبع لنهاية القصيدتين السابقتين يجد الضربة الشعرية التي توحي برفض ذلك الواقع , إذ قال الدكتور الأسطل : (نم في سلام نم في سلام ) وقال شلال عنوز (هم نيام يقصون), فنجد دلالة النوم قد أعطت ربطاً موضوعي للنصوص التي تليها, فكان الشاعران قد وضعا مهارتيهما الشعريتين في تتابع الصور الرافضة ايحائياً للواقع , ويقترب الشاعر هاني عقيل منهما في نظرته لليل إذ نجد الرفض الواقع متحقق في قصيدته بدءاً من عنوان القصيدة (يتجولون ليلاً) , ثم قال Sadعلى قارعة الطريق حيث لا أمل / ثمة صرير لباب يتعرش حدقات الشوارع / لعربة متصدعة تلهو بها الريح), واضح أن الشاعر قد وقف موقفاً رافضاً لواقعه , فكانت الكلمات التي جاءت في السياق قد دلت على شكل ذلك الواقع المرفوض , إذ يتوق الشعراء المبدعون إلى الحرية , وما الإبداع إلا ثمرة من ثمرات تلك الحرية , فهم خير من يرصد غيابها ويؤمن إلى إشكالية واقعهم حينما تغيب عنهم , لذلك كانت التقاطات الشاعر عبر التجوال الليلي, وغياب الأمل, والعربة المتصدعة, التي تزعق بها الريح ,كلها دلالات موحية إلى رفض الواقع لا يأنسه الشاعر , فنجد تكرار مفرده الليل وعبارة (يتجولون ليلاً) ,إذن لماذا الليل أهو الخوف ؟ ولماذا يركض الرأس لاهثاً , لقد أبدع الشاعر في نهاية نصه حينما قال: ( مخلفاً وراءك سرباً من تاء التأنيث... حيث لا رجل سواك ) , تحرّك المشغل الدلالي كنائياً , ليذكّر بما تعرّض ويتعرض له الوطن , وما تسبب من ويلات في المجتمع تاركاً النساء يعانيّن هم الحياة بشتى ضروبها , فقد كانت تاء التأنيث علامة في النص , أضاءت معنى تداولياً ودلت على رفض جريح للواقع , في حين يذهب الشاعر محمد الدمشقي أيضاً رافضاً الواقع , ولكن بلغة أقرب ما تكون إلى الرومانسية, فبدأ ينفي اللقاء فيقول: (لم نلتقي , وهل لامست أرضٌ قمرها ), فهو لا يعلم ,وكان يحاور النفس , إذن هو الندب على غائب , فها هو يقول : ( أنا الغناء وأنت صوتي / أنا الأنين وأنت صمتي / للسفح أوراق الذبول مطر يسرقه التراب / رماد آهاتنا / ذكريات الريح/ نغمات الأوراق), فلا شك في أن الشاعر كان موقفه رافضاً للوجود حينما يقول: ( كيف أفصل لونك / ألست جلدي؟ ) ,فالشاعر توحّد مع صاحبته فباتا شيئاً واحداً , غير أنه عانى من الوحدة من ذلك الواقع الثقيل عليه, فقد دلت العبارة ( ليتنا ما اشترينا بالعبير دخاناً ) على حصاد اللاشيء في رحلته , وحملت عبارات (لم نلتقي, حزنك يمامة , أنا الرحيل في حقائب الضياء , يشربنا السحاب) دلالات إيحائية بسبب حال الشاعر الذي أختار المشي على جمر الأرق لكي يعبر هواجس القلق , فكانت بداية قصيدته قد بدأت بسؤال (لمَ نلتقي؟) وانتهت بسؤال (ألسنا نحن ذرات الهواء؟) فها هو يرسم لوحة لواقعه المرفوض , والموقف نفسه نجده عند الشاعرة رشا السيد حين تقول : (مازلت أريدك/ ان أبعثر كل القصائد في سماء اللحظة/ نشوة حين ألقاك/ وأغسل بالمقل / فما زالت تلقاك القصيدة في لا مكان ولا زمان أيها النغم المتعب) , فلا يمكن أن يعيش الشاعر بعيداً عن واقعه إذ إن شعرهُ صدى لكلماته في الزمان والمكان اللذين عاشهما , وهنا تتحقق الاستجابة الوجدانية , أي تفاعل الخارج مع الوجدان, لأن الاستجابة مرهونة بما يتأثر به محيطه, فضلاً عن أن الباعث يغازل وجدان المنشئ دائماً , فالشاعرة رشا السيد اعتمدت الرمز طريقاً موصلاً إلى الدلالة , وقد حققت لحظة أبداعية حين ربطت تجربتها بالخيال , إذ تحركت الصور الفنية عبر الاستعارات فأفضت إلى دلالات جاورت ذاتها قبل المتلقي , فهيمن السرد على نصها , عبر تكرار (مازال) وضمير المتكلم, فكانت تطلق الكلام وتشير إلى معنى يفهمه المتلقي عبر اتحاد العناصر البيانية والأسلوبية معاً, وكانت الشاعرة مسيطرة على زمام القصيدة على الرغم من إغراقها في الخيال الشعري , فهي ترفض واقعها حين تقول: (ما ظنك بروح شاعرٍ تعاكس عينين من شفق) , وهي تتفق مع الدكتورة سجال الركابي, صيرورةً شعريةً و صياغةً أسلوبيةً وصوراً خيالية حين تقول: ( مطحنة الظلم حرباء هو أنت / دموع الرحمة هجير الجفاء هو أنت / أيها المعشوق الأبدي قسوة خصامك حنان / قدرتك عقارب تضيء قربانك / يا فاتن النعاس) إن هذا الجمع بين المتناقضات واستسلام الشاعرة للواقع مع أنه واقع مرفوض, أشارت إليه مفردات : ( مطحنة الظلم / الحزن/ هجير الجفاء/ قسوة خصامك عقارب) وقد منحت ذلك المخاطب بهذه الصفات قراءةً واضحةً عكست فضاضة واقعها, غير أنها لم تستطع الانفلات من كماشة ذلك الواقع , فالعلاقة بين التعريض والتأويل في نصها انتهى إلى وصف واقع تعاني منه الشاعرة, إذ تقول : (مادمت مظلوماً فطوبا للمحبة) إن هؤلاء الشعراء رفضوا الواقع , وكان بعضهم متمرداً عليه , والآخر لم يذعن له ,وبعض منهم قد شكا مرارته, وعند الرجوع إلى الوحدات الأخرى وهما وحده التلوين الشعوري والوحدة الحيويه التي تعد الأساس الذي تقوم عليه العملية الإبداعية فنجد وحدة التلوين الشعوري حاضرة . أي تسلسل المدى البياني والصور التي ينتجها الشاعر تحت مظلة الوحدة الموضوعية, إذ وجدنا الاستهلال الذي يعد أول دفعة كلامية تخرج من القائل مرتبطة بالنفس ,وتحمل اهتمامه لأنها تبوأت المكان الأول في قيلهِ إذ يقول الشاعر الدكتور الاسطل : 
(لا اعرف كيف ستنام ... وأنت مقطوع الرأس )
وختم نصهِ (نم في سلام نم في سلام)
وكذلك الشاعر شلال عنوز يقول في استهلاله..
(كان ممدداً يعدُ صمته , يشير بسبابته المتخشبة نحو أفق مهجور) 
وأنهى نصه بقوله (ترحل بك نحو أفق مهجور ... لتنام سرمدياً , وهم نيام يقصون)
وقال الشاعر عقيل هاني في بداية نصه .
(يتجولون ليلاً على قارعة الطريق)
وختم نصه بقوله (ينشج بالنحيب حيث لا رجل سواك)
وبدأ محمد الدمشقي استهلاله بسؤال 
(لمَ نلتقي؟ وهل لامست أرضٌ قمرها؟) 
وختمه بسؤال ( ألسنا نحن ذرات الهواء؟)
وبدأت الشاعرة رشا السيد نصها بمخاطبة من تقصد 
( قلبك الذي يغتسل ) وانهت نصها للمخاطب بقولها : ( ماظنك بنجمة تسرح غرة القمر كل رسالية حلم)
أذ بدأت الشاعرة سجال الركابي نصها 
(أريدك أبدياً أيها المتنامي في صيرورتي) وختمته 
(يا فاتن النعاس سيد القرون , ساري المفعول, رقراق دوامك)
لقد رأيت الشعراء المدروسين قد وازنوا بين وحدة التلوين الشعوري , أي التداعيات التي انثالت في نصوص المتضمنة رفضاً , لأن التداعي جاء عبر سلسلة من الصور المنثالة , ومما يحمد لهؤلاء أنهم استطاعوا أن يسيطروا على جماح هذه التداعيات ويكبحوها تحت هيمنة شعورية وجدانية , الأمر الذي أفضى إلى أن تكون الوحدة الحيوية عاملاً فعالاً في توحيد النص , وهذا الأمر ينطبق على الشعراء ( أنور غني الموسوي و إيمان المصاروة و هشام أيوب موسى), إذ نجد ارتباط اللحظة الشعورية بالحزن, وعكس صورة الواقع الخفي عبر وحدة الصراع , أو الرفض لذلك الواقع, فمثلاً الشاعر أنور غني الموسوي استطاع أن يوظف التقنية الفنية في نصوصه, ويكوّن معاني مجازية اعتمدت على عنصري التفكير والتخيُّل معاً, وسيّر بقدرته الفنية الإبداعية مستوى التواصل مع المتلقي عبر قوة السبك والاستعمال البياني , وكل ذلك كان تحت مظلة رفضه للواقع, فقد دلت على ذلك (العبارات ) : (أيتها النبتة الصخرية المغموره في تبغ الثلج/ أنا لا أستغرب الموت والأمل وأبتسامات الزمن المتساقطة في باحتك/ واغنيات مخملية لعاشق قد ذاب قبل عام في وريقات المطر / أجل هكذا ينحني جبروت الأرض اليباب/ العقرب يسقيها بماء من فضة)
واضح أن الشاعر يظهر رفضه للواقع من خلال دلالته الشعرية ,, وقد حضر الرمز هنا في (شجرة اللازورد), و(جبال ماشو), وقد وجدته يعصر النص عصراً حتى يستولي التكثيف الدلالي على عباراته, ومرد ذلك عائد إلي موهبته الفنية التي تسيّر نصه بقوالب فنية تتخذ من الصورة والإيماءة المعنوية سبيلين إلى قصديته , فكان موقفه رافضاً للواقع المعيش, وأن هذا الموقف من الوجود المرفوض نجده عند الشاعرة (إيمان مصاروه ) التي بدأت تصرح به عبر الكلمات التي صارت علامات تخبر عن حالها, حين وجدت نفسها وحدها في عالم إعترضت على احواله بإرادتها, فهذه إيماءه إلى انعزالها عن ذلك الواقع حين تقول : (وحدي وقد خلت الزقاق ومال عني لحن عابرة/ تودع صوتها/ وترى القبور شواهداً تهب الحياة) . وتقول أيضاً (سرت استقصي محالي /كيف يتركني هبائي) , وتقول : (مادمت مظلوماً فطوبى للمحبة حين فرقها من الوجع احتساء), فالشاعرة عوّلت على الصور الحسية كثيراً, الأمر الذي بدى على انفعالها لحظة كتابة هذا النص وانتهى بها إلى رفض واقعها لأنها وجدت نفسها مظلومة, وهذا الموقف نجده عند الشاعر هشام أيوب حين وجه الدلالة الافهامية في أقصى دلالاتها الايمائية لتعبّر عن رفضه لواقعه حينما يقول , عبر الكناية : (لم أعد اذكر أسماء المدن / أسماء الشوارع / أسماء البشر/ تغيرت ملامح الأشياء / التأريخ لم يعد مجرد حروف/ بل أشلاء ودماء/ ذاكرة مسافر في رحم عاقر)
لقد وضحت الدلالات هنا حين تجلى الرفض الاجتماعي , وغاب هاجس الحلم , لأنه لم يعد يتذكر سقوط الجسد , وأن عبارة( الابتسامة ترفعها المشانق) ,اومئت الى التحدي والقسوه معاً فخدم التعبير الكنائي موقفه من الوجود , فبات ذلك الموقف مرفوضاً عنده , وعند استنطاقناً للنصوص الثلاثة الأخيرة , نجد التلوين الشعوري عند الشاعر د. أنور غني الموسوي قد عمل بقوة في مشغل دلالي وظف فيه التعبير الكنائي بشتى ايماءاته عبر تنامي التصوير الفني في نصه, لكن الشاعر بموهبته الشعرية استطاع أن يكبح جماح ذلك التلوين الشعوري , أي التداعي ويجعل الصور الموحدة عبر نصه حينما بدأ استهلاله ب ( إيتها النبتة الصخرية المغمورة في تبغ الثلج ... وختمها.... فصرت سعفاً وزاجلاً وصوتاً مراً لقلادة الضوء)
وكأن الشاعر أجاب فأنتقل من النداء إلى وصف حاله, فحضرت الوحدة الموضوعية مستضلة بوحدة الرفض أو الموقف من الوجود فلم ياخذ التداعي أو الصور المتقافزة إلى الذهن النص إلى الترهل , والأمر نفسه نجده عند الشاعر هشام أيوب حين بدأ بقوله: (لم اعد أذكر أسماء المدن) و أنتهى ب (الابتسامة ترفعها المشانق / تغتالها رصاصة تعتذر في الغياب بقلمي)، وقد وفق في التقاط صورة بصرية لأولئك الذين يهزؤون من المشانق لأنهم يعون معنى التضحية والشهادة , فتوطنت الوحدة الحيوية في جميع النصوص التي درسناها واقصد بها وحدة الإحساس , وكانت دليلاً على تماسك هذه النصوص , لأن الوحده العاطفية تحقق الوحدة العضوية في العمل الفني فكان أحساس الشعراء قد تدفق موجات بدءا من الاستهلال حتى الخاتمة, الأمر الذي جمع صوراً خدمت المستوى الفكري , فأبدع الشعراء عبر انفراداتهم التصويرية , وكانت تلك الانفرادية تتميز من شاعر إلى آخر, لكنها زادت من وحدة الرفض, وطوّعت وحدة الإحساس لخدمة التلوين الشعوري , فباتت نصوصهم تحمل جميل العبارة وعمق الصورة , فهذا الدكتور محمد الأسطل يقول: 
(دمك المبلول بآلالام والأحزان والبارود سنزرعه على شاطئ البحر ليزهر منه الحمام والرصاص والرمان)
ويقول شلال عنوز ( فتشربه الأسئلة , تطوقه شقشقات التيه / كلما طرق باب الذكرى أتاه عويل الحروف)
ويقول هاني عقيل: (آه أيها الرأس الذكوري / حتى التُخمة ما زلت تركض لاهثاً مخلفاً وراءك سرباً من تاء التأنيث / ينشج بالنحيب حيث لا رجل سواك )
ويقول الشاعر محمد الدمشقي ( للسفح أوراق الذبول / مطر يسرقه التراب/ رماد آهاتنا ذكريات الريح / نغمات الارق)
وتقول الشاعرة رشا السيد ( مازلت أريد أن أبعثر كل القصائد في سماء اللحظة نشوةً حين ألقاك ..)
وتقول الشاعرة د.سجال الركابي (أريدك أبدياً أيها المتنامي في صيرورتي/ المترامي في مدايات العمر , هل تزقزق العصافير بلغات مختلفة ؟/ تختلف الأشجار... الظل... ضياء)
وتقول الشاعرة إيمان المصاروة ( وصوت همهمة النسيم على مسافات التأمل / سرت استقصي محالي /كيف يتركني هبائي)
ويقول الشاعر هشام أيوب: (التاريخ لم يعد مجرد حروف بلا اشلاء ودماء/ ذاكره مسافرة في رحم عاقر تبحث عن طفل تؤرخ له سقوط الدول , لم اعد اذكر سقوط الجسد على سرير الوقت)
ويقول الشاعر أنور غني الموسوي : (هكذا ترسمني عصفوراً بنياً , تمنحني قبلة نحاسية , فأحلق غارقاً فيك كمركبة فضائية رأت وجهاً جديداً للقمر) 
و ختاماً لقد اجتمعت الوحدات الثلاث , وحدة الموقف من الوجود (الصراع), والوحدة الحيوية , ووحدة التلوين الشعوري ( التداعي), في شعر الشعراء المدروسين , وقد وظفها الشعراء لمحاكاة واقع اختلف عندهم من حيث الهدف لكنه كان مرفوضاً عندهم بكل المقايس, وكانت عنوانات النصوص علامات , أدت دلالاتها الإيحائية صوراً وظائف نفسية معاً وقد قامت على انفعالات وجدانية استطاع الشعراء أن يرسموا من خلالها عوالم خيالية منبثقة من حالاتهم النفسية , أفضت إلى رؤية جديدة في المشهد الشعري العربي في الوقت الراهن , يجب أن يقف عنده النقاد ويلتمسوا مقاصده ويفككوا علاماته , ويعوا مساربه , فهو تثوير شعوري في عوالم المسكوت عنه , إذ تعاني النفس العربية من أوجاع الواقع , فكانت نصوصهم تنير دهاليز معتمةً في واقعهم , و تسير تحت تأثير فعل أبداعي متخصص بكل شاعر. 
فجتمعت عند الشعراء المدروسين الثقافتين الفكرية والشعرية معاً فضلاً عن المعاناة التي كانت زاد النصوص وباعثها الأول, فكان لجوء الشعراء الى نصوصهم ضرورة نفسية, اذ اصبح النص الشعري خليل كل شاعر حين يوخزه صوت الالم, فيلجأ الى تمتمة الكلمات و دلالة الايماءات التي يحركها وجدان يقيني و ثراء معرفي ,و يثور فعلها الابداعي باعث منبثق من واقع مرفوض
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://solafemanmsarweh.yoo7.com
 
االانفلات من قبضة الاغتراب دراسة نقدية في الشعر العربي الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القدس في الشعر العربي
» دراسة نقدية لمحمد شنشل فرع الربيعي
» في مؤتمر الشعر الفلسطيني الدولي ببيتت لحم
» قراءة نقدية لديوان سلاف /الدكتور عماد الضمور
» قراءة نقدية لنص (هاك الحياة ) للشاعرة أيمان مصاروة ( أستدراج الرؤيا في النص الشعري )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سلاف ..منتدى الشاعرة إيمان مصاروة . :: الفئة الأولى :: إيمان مصارة / سيرة إبداع وعطاء متجدد :: إصدارات الشاعرة :: دراسات عن الشاعرة-
انتقل الى: