هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى للتعريف بكتابات الشاعرة والباحثة المقدسية إيمان مصاروة وللمشاركة الفاعلة في الساحة الثقافية العربية بكل ما هو جديد في مجالات الأدب والبحوث العلمية .
ناديا دويك / إيمان مصاروة .. نجمة تلمع في سماء الكون
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 184 تاريخ التسجيل : 14/02/2015
موضوع: ناديا دويك / إيمان مصاروة .. نجمة تلمع في سماء الكون الخميس أبريل 02, 2015 1:21 pm
توقفتُ كثيراً عندما فكرت أن أكتب عنها ، فبأي لغة أكتبها وهي نهر من الكلمات المنسابة كالشلال العذب من ماء الحروف ، ونبع من المعاني المتدفقة بعمقها ودقتها وجمالها لدرجة تدفع قارئ شعرها أن يلجأ إلى المعجم لاستخراج كوامنها ومدلولاتها ، هي التي أوجدت للغة العربية في شعرها إيقاعا خاصاً له كبير الأثر في القلوب والعقول والأرواح التي تتابعها ، لتنقش اسمها عليها بحرفها الخالد إلى الأبد ..
ذهبت إلى الأردن لتوقيع ديوانها العاشر " سُلاف " في المكتبة الوطنية وسط حفاوة كبيرة واحتفاء يليق بإبداعها وعطائها المتميز على مدى سنين ، فاحتضنها مخيم الوحدات هذا المكان العابق بالإبداع الفلسطيني المتميز بكل من فيه من أدباء ومبدعين ومثقفين وكتاب وغيرهم من عشاق الابداع الراقي ليفوح عطر القدس في أرجائه اصالة وشوقا وعشقا ، ذهبت شاعرة واديبة وباحثة كبيرة وعادت وهي تحمل لقب " دكتورة " حيث تم منحها شهادة الدكتوراة الفخرية من قبل جامعة المواهب العالمية الثقافية ( اللبنانية الكندية ) لتميزها في الأدب الشعري والبحثي وخاصة ما يتعلق بمدينتها الحبيبة " القدس " لتهدي بدورها هذه الشهادة إلى أبنائها ( عمري وروشان ) وإلى أسرتها الكريمة التي كانت لها سندا وعونا في مسيرتها الطويلة ، كما أهدتها إلى كل فلسطين وشعبها الأصيل وخصّت الإهداء إلى القدس ملهمتها الأولى وإلى أهلها الصامدين أمام الهجمة الصهيونية الشرسة من تهويد واستيطان وتهجير .. ويسعدني ونيابة عن أهل القدس ومن خلال هذا المنبر الراقي أن أتقدم إليها بأسمى آيات التهاني والتبريكات على وليدها الإبداعي العاشر " سلاف " وعلى نيلها شهادة الدكتوراة الفخرية التي زادتنا فخرا بها وشرفا واعتزازا ..
.. كما يشرفني أن أبحر بكم في سفينة إبداعها لنستخرج بعضا من دررها المكنونة ، فهيا بنا ....
كان ميلادها في مدينة الناصرة الفلسطينية حيث عاشت بداية حياتها فيها حتى الثانوية ، وما لبثت أن نادتها مدينة القدس لتأسرها بعشق صوفيّ خالد فرَبَت على جدار مدينتها المقدسة سنابل حروفها وإبداعها المتميز ليثمر عددا كبيرا من قصائد الشعر العامودي والنثري وشعر التفعيلة ، وميلاد عشرة دواوين تغنت من خلالها بالقدس وكتبت معاناتها بسطور من حزن وألم ووجعٍ مرير لتعكس للقاريء جرح وطن ٍ لا يبرأ أبدا ، ومن أهم دواوينها : (أنا حدث ومجزرة) ، (حجر سلاحي ) ، ( سرير القمر ) ، ( بتول لغتي ) ، ( دموع الحبق ) ، ( صهيل الحواس ) ، ( عرائس الفجر ) وديوان ( هنا وطن ) الذي تمت ترجمته حديثا إلى اللغة التركية ..
ولم يتوقف عشقها للقدس على الشعر والنثر ، بل لها العديد من الدراسات البحثية والعلمية المتعلقة بالقدس ومعاناتها فكتبت عنها عدة أبحاث منها على سبيل المثال لا الحصر :
(التعليم في القدس بين الماضي والحاضر ) و (الاستيطان في البلدة القديمة ج1 وج2 ) و ( الأطفال المقدسيون تمييز عنصري ) ، وكان الأخير بالاشتراك مع الأديب المقدسي جميل السلحوت ، بالإضافة إلى المزيد من الدراسات سواء التي نشرت أو تلك التي ما زالت تُحَضّر لها ، والجدير بالذكر أن الكثير من دراساتها البحثية اعتُمدت كمادة اساسية تُدرس في الجامعات والمدارس الفلسطينية .. و رغم أن موهبتها الشعرية ظهرت في سن صغيرة في الناصرة مسقط رأسها ، ونشرت موهبتها وقتها في العديد من الصحف والمجلات الفلسطينية ، إلا أن انطلاقتها الحقيقية كانت من القدس حيث بلورت شخصيتها وصقلت إبداعها وموهبتها ، وتعتبرها مصدر إلهامها الوطني ، وعنها تقول :
" نبض القدس عاليا في جسد القصيدة وبخاصة في مقاومة القصيدة لكل أشكال التهويد الثقافي واللغوي للقدس ، وكانت القدس هي الأيقونة التي تضيء بها دفقات القصيدة وما زالت كذلك ، وكان وجه أبي كنعان مشرقا في حنايا السطور التي أنقشها على جنبات القصيدة ، فللقدس تنحني سنابل كلماتي ، وهي مصدر إلهامي الوطني" ..
كانت قصيدتها " يا قِبلتي " من أروع القصائد التي كتبتها شاعرتنا عن القدس حيث تقول فيها :
يا قِبْلتي يا قُبلتي يا جنتّي يا لحنَ أمنيتي الأخيرْ عطَشَ الفؤادْ يا مُشتهايَ ومُنتهايَ ومَرفأِي إنْ عَزِّتِ الأنفاسُ وانحسرَ الفضاءْ ... وفي خِضَمّ رحلتها الإبداعية لم تنسَ الأسرى والشهداء حيث كان لهم نصيبٌ وافرٌ من إبداعها وحروفها ، وكان لغزة أيضا نصيبٌ كبيرٌ حيث جَسّدت في ملحمتها الشعرية الرائعة " كيوم الحشر " مشاهد الحرب الأخيرة على غزة والتي أدمت قلوبنا وأرواحنا جميعا لبشاعتها ووحشيتها ، فجاءت هذه القصيدة كتوثيق لهذه الحرب اللعينة ، وفخرا بانتصار المقاومة بها ، واستنكارا للفرقة والخيانة ، وحسرة على بيع القدس وضياع حق الأسرى والشهداء من قِبَل الخونة والحاقدين ، حيث تقول فيها :
عقــدنا العـــــزم َإصراراً فما تاهت ببحــــر ِ الشوقِ غايَتُنا إذا ما عاد في دين ٍ يوحِّــــدنا تفرقنا فكدنا نفقدُ المرسى لأجلِ مناصبٍ تبلى فقد بيعـَـــت عُيونُ الـــــدار ِللمنفى وأَمسى الإخِوَةُ الفرقاء ُطاعوناً يُشَتِتُنا وبيعَ القدسُ كي تُشفى مَطامِعُهم وضاعَ الحقُّ والانصارُ والشهداءُ والأسرى ... وقد شاركت أديبتنا بالعديد من الاحتفالات الوطنية والأدبية مع العديد من المثقفين والأدباء والشعراء في فلسطين كاحتفالات يوم المرأة العالمي ويوم الأرض وغيرها ، كما تمت دعوتها للمشاركة في الاحتفالات والأمسيات في عدة مؤسسات ومدارس وجامعات فلسطينية وتم تكريمها فيها و أهمها : جامعة النجاح الوطنية ، بيرزيت ، بيت لحم ، والقدس ، وكانت ضيف شرف في العديد من الأمسيات والاحتفالات الأدبية والوطنية داخل الوطن وخارجه ..
وعملت شاعرتنا التي تخرجت من كلية الإعلام من جامعة بيرزيت في أكثر من مجالٍ إعلاميّ مقروء ومسموع ومرئي ، ونشرت كتاباتها وقصائدها في الكثير من الصحف والمجلات العربية والفلسطينية ، كما قامت العديد من هذه المواقع بنشر الكثير من التحليلات والنقد الجميل لقصائدها ولقاءات وأخبار تخصها ، من هذه الصحف والمواقع : إيليا بيت المقدس الإخبارية ، موقع الزيتونة ، الدستور الاردنية ، الحرة نيوز ، السفير نيوز ، ميديا نيوز ، الديار اللندنية ، وجسرة القطرية ومجلتنا الراقية أصداء عربية التي نشرت لها العديد من القصائد والدراسات اهمها دراسة : ( تجليات القدس في الشعر العربي والفلسطيني ) وتم نشرها على مراحل ، وغيرها الكثير من المواقع والصحف والمجلات في فلسطين وخارجهاا ..
وشاعرتنا هي عضو اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين في حيفا ، وعضو اللجنة التنفيذية للمركز العربي للإبداع العالمي والممثل الإقليمي في الأردن وفلسطين ، كما أنها عضو في العديد من المؤسسات الإنسانية والحقوقية والأهلية منها محلية عربية وعالمية ... وقد اختيرت شاعرتنا لتكون عضوا مشاركا في قافلة المحبة للثقافة والإبداع / تونس في 2011 ، كما اختيرت كشخصية العام 2013 في المجتمع العربي في الشعر والبحث العلمي ..
وقد نالت شاعرتنا الكبيرة عشرات الأوسمة وشهادات التقدير في وطنها فلسطين منها : شهادة تقديرية من وزارة الثقافة الفلسطينية ووزارة شؤون الأسرى ، وآخرها كانت يوم الثلاثاء 2015/3/31 قدمها لها الشاعر الفلسطيني القدير حمزة عبد المجيد الحسيني ، تقديرا لجهودها في دعم المسيرة الأدبية في فلسطين ، كما قدم لها موقع سنبلة الذهب وفي نفس اليوم وسام تقدير لإبداعها وعطائها وإسهامها في دعم المسيرة الأدبية ..
ونالت الكثير من الأوسمة في أكثر من دولة عربية منها الأردن الغالي حيث حصدت العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير كان آخرها فترة توقيع ديوانها الأخير " سلاف " في 22 مارس 2015 ..
و حصلت شاعرتنا الجميلة على شهادات تقدير وأوسمة من 8 مؤسسات ثقافية في المغرب وعلى رأسها وزارة الثقافة ..
وكان لها في مصر الغالية أرض الإبداع وبلد الثقافة العريقة العديد من التكريمات حيث نالت الوسام الذهبي من المركز العربي للإبداع في مصر ..
كما تمت دعوتها في 18 يونيو 2014 من قبل الإعلامي الكبير الأديب والشاعر المصري القدير حسين حرفوش للمشاركة في أمسيات إيزيس للثقافة والتنمية ، حيث ألقت العديد من قصائدها في كرمة ابن هانئ منزل احمد شوقي ، لتقف حيث وقف نزار قباني وغيره من الشعراء الكبار ، مكانٌ لا يقف فيه إلا العظماء .. أمثالها ..
وقام الشاعر الكبير حسين حرفوش بتكريمها تقديرا لعطائها وإبداعها المتميز ، وقد حضر التكريم عدد كبير من الشعراء والأدباء المصريين منهم الشاعر الأصيل عصام مهران مؤسس إيزيس للثقافة ، والشاعرة والموسيقية الراقية الدكتورة منال عفيفي ، وعدد من الأصدقاء منهم الأديب المهندس إبراهيم حسنين الذي لقبها بماسة العرب ، والصديقة الراقية صفاء رضوان ..
قالوا عنها ا :
يقول الدكتور والناقد عصام الجبالي :
(من يستطيع ان يُشخّص كل ذلك الكامن في مستترات جوهرها ، إنها سيرة تنبثق وتتكامل حتى تستحيل على الاحصاء فتتسرب أساطير كاملة من حزن تعكسه عيناها وينبعث من بين مسامات وجنتيها روح مرحة تستعصي على الفهم .. تعيد تركيبك وترتيبك وتشتيتك ولكنها دائما تخلق الروح فيك ).....
ويقول الاديب والناقد سعد الغلام :
(الشاعرة إيمان مصاروة لها فرادة الالتقاط لومضات مشرقة تعيش الاغتراب واقعا وتاريخا ومعنى شعريا استثمرت بشاعرية الواقع للولوج إلى استحداث لغتها ومفرداتها قد تجمعها بسواهم من أدباء الأرض المحتلة استعارات ولكن إيمان ميزتها بخصائص الاستحواذ على توسيع مدى الحرف ليكتسب رؤيا تمنح المتمعن أفقا واسعا من الاستغراق في التفسير وتمكن الناقد الفذ من سبر أغوار تلك الوحدات المكونة من التقاطات ذكية وشاعرية ، ولكن أريبية الناقد المتمرس بمدارات ماتحتويه الكلمة وماترمي اليه فاستطاع إيصال قدرا ثريا من الفهم) ..
اما الشاعر المصري حسين حرفوش والذي لقبها بشاعرة العرب وفلسطين ، فيقول :
عندما يكون اللفظ رشيقا والمعنى ساميا والخيال أنيقا ؛ يتحقق عنفوان الشعر ، وتكون حاضرة ساعتها شاعرة العرب إيمان مصاروة .. ويقول عنها شعرا : تدومين شمسا .. تمدين الحروف شعاعَ وصلٍ .. فتهفو لوصل أحرفِكِ القلوبُ
ويقول الاديب الناقد ناظم ناصر :
(كلمات الشاعرة إيمان مصاروة تتحد مع معانيها لتصل إلى المعنى العام للقصيدة ، وكذلك هي تبتكر مفردات جديدة و جميلة ، فتجعل الكلمات تثمر معاني غير التي تعطيها خارج القصيدة فكلماتها تحلق فوق الأفكار الظليلة لتعطيها معنى جميلا وبهيا) ..
وقال د. عواد الغزي :
(إيمان مصاورة علامة مهمة في الأدب الحديث ورقم كبير في حركة النقد المعاصر ... دام عطاؤها بيرقا للباحثين) ..
وأخيرا وليس آخرا أقول بأن ما كتبته هنا بحرفي المتواضع أو ما نقلته من آراء الأدباء الكبار عنها ما هو إلا نقطة من بحر عطائها وإبداعها اللامتناهي ، ولا يفيها حقها ، فإيمان مصاروة هي تاريخٌ طويلٌ وثمينٌ منَ العطاء الإبداعي والأدبيّ المتميز الذي لا تكفي كتابته كتب ومجلدات العالم ، ولها من الأثر الكبير على الساحة العربية والفلسطينية ما سَجّل اسمها بحروف من نور تشع في سماء وطنها فلسطين وكل العالم العربي سنا وضياء وبهاء ، وإنني ومن على هذا المنبر الجميل أسجل إعجابي الشديد بها وبهذا العطاء اللامحدود الذي توجته عشقا ووفاء لمدينتنا الحبيبة القدس ، ولم نرَ أحدا كتب عن القدس واهتم بقضيتها بهذا العطاء الذي قدمته إيمان مصاروة ، فاستحقت لقب عاشقة القدس وبجدارة ، فلها كل الأمنيات بالمزيد من الألق والنجاح والتوفيق ، وجميل الدعوات بأن يحفظها الله ويحميها من شر الحاقدين والحاسدين ، ومجددا أبارك لها توقيعها " سلاف " وحصولها على شهادة الدكتوراة الفخرية ، فألف ألف مبروووك غاليتنا إيمان ، دمت فخرا وعزا لنا ولفلسطين ولكل العرب ..
وأخيرا اترككم مع مقطع من قصيدتها الرائعة مواقيت المجاز بمناسبة يوم الأرض الخالد ..
في هذهِ الأرضِ العزيزةِ يا دمي قلْ ماتشاءُ وما وفيتَ بحضرةِ الشعراءِ قل هذي أنايَ جذورُ تاريخٍ تؤكدها السماء فهنا ترى مسرى النبي هنا مضى صَلْبَ المسيحِ هنا نخيلُ مخاضنا (وهنا هنا وهنا أنا ) ماذا لكم فلترحلوا ... ولترحلوا ... ولترحلوا فالأرضُ تعرفُ أهلها ولترحلوا ... صدقاً وقد نصرَ المجازُ حقيقتينِ وعبرتينِ للاجئٍ ما لانَ عن أرضِ بعدَ وفاتهِ حملَ القضيةَ للسماء فانهالَ من عشقٍ مجازُ الكبرياء في يومِ ذكراها ستبكيها السماء
ناديا دويك / إيمان مصاروة .. نجمة تلمع في سماء الكون